News Details

كلمة رئيس هيأة التربية والتعليم العالي في العتبة العباسية المقدسة وعضو مجلس إدارتها الأستاذ الدكتور عباس رشيد الدده الموسوي في المؤتمر العام السنوي الثاني لجامعة العميد

9/16/2025 6:06 AM 152

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ كما ينبغي لجلالِ وجهِهِ وعظيمِ سلطانِهِ وعلوِّ مكانِهِ، حمداً له بجميعُ محامدِهِ كلِّها على جميعِ نعمِهِ كلِّها، وأزكى الصلاةِ وأتمُّ التسليمِ على سيِّدِ مَنَ خلقَ واصفوة من اصطفى، وعلى أهلِ بيتِهِ محلِّ معرفةِ اللهِ وسدنَّةِ رسالتِهِ وموضعِ هدايتِهِ.

السادةُ الحاضرونَ الكرامُ، سلامُ اللهِ عليكُم ورحمتُهُ وبركاتُهُ
بدءًا، أنقلُ لجمعِكُم المباركِ هذا تحياتٍ زاكياتٍ طيباتٍ من لدنِّ سماحةِ المتولِّي الشرعيِّ للعتبةِ العباسيةِ المقدسةِ السيدِ أحمدَ الصافي ودعاءَهُ أنْ يتكلِّلَ مسعاكُم هذا بالتوفيقِ والسدادِ.
وبعد

أيُّها الإخوةُ الكرامُ، نلتقي هنا في هذا المؤتمرِ العامِّ السَّنوي الثاني لجامعةِ العميدِ، إدراكاً منَّا في العتبةِ العباسيةِ المقدسةِ بأنَّهُ شَكلُ من أشكالِ فهمِ الذاتِ بشكلٍ أدقَّ وأعمقَ، وخطوةٌ رائدةٌ وتجرِبةٌ جديدةٌ من تجارِبِ الثقةِ بالنَّفسِ، مثلمَا ترجمَ مرونةً في التفكيرِ، وحيادية في مواجهةِ نقاط الضَّعفِ والثِّقةِ بالقُدرةِ على التَّغلُّبِ عليْهَا.

إنَّ تقييم الَّذي، بشكلٍ موضوعيٍّ، سيصبُّ حتماً في تحسينِ الأداءِ، مراجعةُ الأداءِ السابق لتحديدِ، وتطويرِه، وتعزيز الوعي بالقدرات ومواطنِ القوةِ والضعفِ من أجلِ تعزيزِ الايجابي منها وتجاوزِ وتحسينِ المجالاتِ التي تتطلَّبُ تحسيناً، واستنباطَ الدروسِ والعِبَرِ من التَّجارِبِ السَّابقةِ، من أجلِ تجنُّب تكرارِها، وتجاوزِ ما فيها من ملاحظ، وكلُّ هذا سيُسهمُ في تَطويرِ الأداءِ ويُساعدُ على التَّنميةِ المستدامةِ، وهي خُطوةٌ شُجاعةٌ لأنَّها تسيرُ تَحْتَ الضَّوءِ وعَلَى رُؤوسِ الأشهادِ، وعمَّا قريبٍ ستكشفُ خطوةَ اليومِ عما تحقَّقَ جرَّاءَ خُطوةِ الأمسِ، من خلالِ استعراضِ التوصيات والتساؤلِ عمَّا تحقَّقَ منها وعمَّا لم يتحقَّقْ!! وفي هذا وضوحٌ بل منتهى الوضوحِ في العملِ الإداري، ومحض الشجاعةِ في تحمُّلِ المسؤوليةِ، لأنَّها حتماً ستكونُ واقعيةً، تبتعد عن العاطفةِ وتركِّزُ على الحَقائقِ والوَقائعِ فقط ومن خلالِ الوثائقِ والمستنداتِ.

ثم إنكم تُمارسونَ أيضاً ما يُسمَّى بالتغذيةِ الراجعةِ، من خلالِ الاستماعِ إلى وُجُهاتِ النَّظرِ المختلفةِ، حول ادائكم ,وهو لا شك كشفُ عن جوانبَ مضمرة غير ظاهرةٍ أحياناً بعيونكم انتم واحيانا بعيونُ الآخرينَ، وأهمُّ ما يسبغُ لهذهِ الخطوة أو التجربةِ أنَّها مطمخٌ لضمان التَّطورِ المستمر فما يعد جديدا اليوم لا شك سيصبح قديما غدا ان لم تلاحقوه بتجربة كهذه وتحاكموه لان من لم يتقدم فانه يتقادم كما يقول متخصصو ضمانَ الجودةِ.

إنَّ التقييمَ الدوريَّ للمؤسَّسَةِ من لدنِ أهلِها يمكنُ من التَّكيُّفِ مَعَ المتَغيِّراتِ، ويُمكنُ من التَّعاملِ مع التَّحدياتِ، لانه درس في تقبُّلِ النَّقدِ المَوضوعي البنَّاءِ، وتحسينِ الأداءِ لتحقيقِ الرضا، رضا المسؤولِ عن ادارته، والرضا الوظيفي للملاكات عن مسؤوليَّهِم.

ثمةَ أهدافٌ أو غاياتٌ ثانويَّةٌ تندرجُ على هامشِ الغرضِ من هذا الملتقى، ومنها تنشيطُ الحراكِ الثقافي، وتعزيزُ مبدأِ التفاهمِ والحوارِ، وتبادلُ الخبراتِ والمعرفةِ، وتعزيزُ الانسجامِ بينَ مكوناتِ المؤسسةِ وتشكيلاتِها العلميةِ والإداريةِ، وتعميقُ الروابطِ بينَ أفرادِها والمؤسسةِ، فضلا عن الكشفِ عن تجاربِ تشكيلاتِ الجامعةِ المميزةِ، والتَّعريفُ بها ومن ثم الوقوفُ عن كثبٍ على الصعوباتِ والتحدياتِ في جوانبِ التعليمِ والمعرفةِ والعلمِ.

ومن فضائلهِ أيضاً تعريفُ المشهدِ العلمي والأكاديمي بالجامعةِ وادائها وما وصلتْ إليهِ في حقلِ المعرفةِ، والخبرةِ، وتوثيقِ الملكيات والمبادرات والحقوقِ العلميةِ.
لعل اللهَ جل اسمه أنْ يوفقَ جامعتَنا جامعةَ العميدِ، ولعله بدعاءٍ صادقٍ إليه جلَّتْ قدرتُه أنْ يرعى هذا الجمعَ ويسدِّدَهُ، وينفخ فيه، نفحات النَّجاحِ ونرجوهُ أن يكلِّلَ عنا الثناءِ الجزيلِ لكلِّ من أسهمَ في إقامةِ هذا المؤتمرِ من رئاسةٍ وعماداتٍ وأساتيذ ولجانٍ وأفرادٍ وشركاءَ ومشاركينَ وحاضرينَ.

واللهُ وليُّ التوفيقِ
وآخرُ دعوانا أن الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ والصلاةُ والسلامُ على المبعوثِ رحمةً للعالمينَ وعلى آله الطيبينَ الطاهرينَ، والسلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

Copyright © AlAmeed 2018.All right reserved.Created by Al-Ameed Developer Team